الأحد, ديسمبر 7, 2025
  • عن أفريكا تريندز
    • من نحن
    • فريق أفريكا تريندز
  • معايير النشر
  • اتصل بنا
English
أفريكا تريند
  • دراسات إفريقية
    الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تتعامل دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟ مصدر الصورة: أفريكا تريندز

    الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تعاملت دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟

    غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

    غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

    معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

    معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

    ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة

    ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة

    مالي بين الإسلام والموروث الشعبي دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

    مالي بين الإسلام والموروث الشعبي: دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

    تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات 025

    تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات

    التحريض على العنف عبر منصة تيك توك

    اعتقال ثلاثة مؤثرين جزائريين في فرنسا بتهمة التحريض على العنف عبر منصة تيك توك: السياقات التاريخية والتداعيات السياسية على البلدين

    صورة إفريقيا في وسائل الإعلام الأجنبية خلال القرن الحادي والعشرين

    قراءة في كتاب: صورة إفريقيا في وسائل الإعلام الأجنبية خلال القرن الحادي والعشرين

    وكالة التصنيف الائتماني الأفريقية

    وكالة التصنيف الائتماني الأفريقية بين السردية الغربية والرؤية الأفريقية

    • دراسات بيئية
    • دراسات مجتمعية
    • دراسات ثقافية
  • مقالات
    الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تتعامل دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟ مصدر الصورة: أفريكا تريندز

    الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تعاملت دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟

    غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

    غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

    معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

    معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

    ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة

    ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة

    مالي بين الإسلام والموروث الشعبي دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

    مالي بين الإسلام والموروث الشعبي: دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

    تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات 025

    تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات

    التحريض على العنف عبر منصة تيك توك

    اعتقال ثلاثة مؤثرين جزائريين في فرنسا بتهمة التحريض على العنف عبر منصة تيك توك: السياقات التاريخية والتداعيات السياسية على البلدين

    صورة إفريقيا في وسائل الإعلام الأجنبية خلال القرن الحادي والعشرين

    قراءة في كتاب: صورة إفريقيا في وسائل الإعلام الأجنبية خلال القرن الحادي والعشرين

    وكالة التصنيف الائتماني الأفريقية

    وكالة التصنيف الائتماني الأفريقية بين السردية الغربية والرؤية الأفريقية

    • تقدير موقف
    • مقال رأي
    • أحداث وتحليلات
    • أصوات إفريقية
  • تقارير
  • إصدارات
  • مرآة إفريقيا
لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
  • دراسات إفريقية
    الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تتعامل دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟ مصدر الصورة: أفريكا تريندز

    الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تعاملت دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟

    غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

    غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

    معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

    معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

    ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة

    ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة

    مالي بين الإسلام والموروث الشعبي دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

    مالي بين الإسلام والموروث الشعبي: دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

    تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات 025

    تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات

    التحريض على العنف عبر منصة تيك توك

    اعتقال ثلاثة مؤثرين جزائريين في فرنسا بتهمة التحريض على العنف عبر منصة تيك توك: السياقات التاريخية والتداعيات السياسية على البلدين

    صورة إفريقيا في وسائل الإعلام الأجنبية خلال القرن الحادي والعشرين

    قراءة في كتاب: صورة إفريقيا في وسائل الإعلام الأجنبية خلال القرن الحادي والعشرين

    وكالة التصنيف الائتماني الأفريقية

    وكالة التصنيف الائتماني الأفريقية بين السردية الغربية والرؤية الأفريقية

    • دراسات بيئية
    • دراسات مجتمعية
    • دراسات ثقافية
  • مقالات
    الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تتعامل دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟ مصدر الصورة: أفريكا تريندز

    الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تعاملت دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟

    غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

    غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

    معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

    معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

    ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة

    ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة

    مالي بين الإسلام والموروث الشعبي دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

    مالي بين الإسلام والموروث الشعبي: دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

    تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات 025

    تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات

    التحريض على العنف عبر منصة تيك توك

    اعتقال ثلاثة مؤثرين جزائريين في فرنسا بتهمة التحريض على العنف عبر منصة تيك توك: السياقات التاريخية والتداعيات السياسية على البلدين

    صورة إفريقيا في وسائل الإعلام الأجنبية خلال القرن الحادي والعشرين

    قراءة في كتاب: صورة إفريقيا في وسائل الإعلام الأجنبية خلال القرن الحادي والعشرين

    وكالة التصنيف الائتماني الأفريقية

    وكالة التصنيف الائتماني الأفريقية بين السردية الغربية والرؤية الأفريقية

    • تقدير موقف
    • مقال رأي
    • أحداث وتحليلات
    • أصوات إفريقية
  • تقارير
  • إصدارات
  • مرآة إفريقيا
لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
أفريكا تريند
UK Flag English
الرئيسية مقالات تقدير موقف

معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

محمد زكريا فضل إعداد محمد زكريا فضل
27 نوفمبر، 2025
في/على تقدير موقف
وقت القراءة:3 دقيقة للقراءة
0
A A
معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

0
مشاركات
76
مشاهدات
Share on FacebookShare on Twitter

لم يكن فجر السادس والعشرين من نوفمبر حدثًا عابرًا في غينيا بيساو؛ بل لحظةً تجمّعت عندها طبقات طويلة من الاحتقان السياسي، وهشاشة الدولة، وانكسارات المسار الديمقراطي.

ففي بلد اعتاد توتّر الانتقال بين السلطة والمعارضة، تداخل المشهد الانتخابي المضطرب مع تاريخ من الصراعات العسكرية وشبكات النفوذ؛ لينفجر فجأة في صورة انقلاب أربك الداخل، وأعاد إلى الواجهة أسئلة قديمة حول من يمتلك الشرعية، ومن يحدد قواعد اللعبة السياسية في إحدى أكثر دول غرب إفريقيا هشاشة وتقلباً.

ومع الساعات الأولى التي تلت إطلاق النار حول مؤسسات الدولة في بيساو، بدا واضحاً أنّ ما جرى لم يكن مجرد انزلاق انتخابي؛ بل لحظة اختبار جديدة أعادت تعريف حدود القوة داخل مؤسسات الدولة، ودفعت الجيش إلى الواجهة مرة أخرى، وإن كانت بصيغة غير تقليدية؛ انقلابٌ حصل دون أنْ يُعزل الرئيس فوراً عن العالم؛ بل ظل قادراً على التواصل، في مشهد يِشي بانقسام داخلي أكثر مما يوحي بعملية استحواذ محكمة.

وقد ازدادت ملامح هذا الانقسام وضوحًا في اليوم التالي، حين أعلنت القيادة العسكرية العليا تعيين الفريق هورتا إنتا-أ نا مان (Horta N’Ta-A Na Man) رئيساً للمرحلة الانتقالية لمدة عام، في خطوة عكست محاولة تثبيت ميزان قوى جديد داخل المؤسسة العسكرية، وتحويل اللحظة الانقلابية من حالة اضطراب إلى بنية حكم انتقالية قيد التشكل.”

لقد تداخلت في تلك اللحظة عناصر الأزمة كلها تقريبا؛ صراع على نتائج انتخابات متنازع عليها، وخلافات حادة حول نهاية الولاية الدستورية، وتراكمات طويلة من النزاعات بين الرئاسة والمعارضة، وتاريخ ممتد من الانقلابات شكّل جزءاً من هوية النظام السياسي نفسه.

ومع كل ذلك، يظل الحدث الأخير أكبر من كونه مواجهة سياسية بين طرفين؛ إنّه مرآة لعمق الأزمة البنيوية التي تمسك بخناق الدولة منذ عقود؛ حيث تتقاطع السياسة بالاقتصاد، والجيش بشبكات النفوذ غير الرسمي، والديمقراطية بهشاشة المؤسسات.

قد يعجبك أيضاً

الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تعاملت دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟

غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة

وبناء عليه، سنحاول في هذا المقال قراءة لحظة الانقلاب الأخيرة في سياقها الواسع، وفهم كيف وصلت غينيا بيساو إلى هذا المنعطف، وما الذي تكشفه هذه الأزمة عن طبيعة انتقال السلطة وانهيار المسار الديمقراطي، وما السيناريوهات المحتملة في الأيام المقبلة لدولة تقف كل مرة على حافة جديدة.

المشهد العام لانقلاب 26 نوفمبر 2025

مع اقتراب لجنة الانتخابات منْ إعلان النتائج الأولية لاقتراع 23 نوفمبر، كانت بيساو تعيش إحدى أكثر لحظاتها توتراً منذ سنوات. كانت البلاد تقف على حافة صدام انتخابي مكشوف؛ كلٌّ من الرئيس المنتهية ولايته، عمر سيسوكو إمبالو (Umaro Sissoco Embaló)، والمرشّح المعارض فرناندو دياس (Fernando Dias)، أعلن فوزه قبل اكتمال الفرز، في إشارة مبكرة إلى انهيار الثقة في المسار المؤسسي ذاته.

فقد حمل فجر السادس والعشرين من نوفمبر إشارات واضحة؛ حيث انتشر إطلاق النار في محيط القصر الرئاسي ولجنة الانتخابات ومقار سيادية أخرى، فيما شوهدت وحدات من الجيش وهي تتخذ مواقع استراتيجية داخل العاصمة. إذْ لم تتضح طبيعة الاشتباكات على الفور؛ لكن ما بدا جليًّا هو أنّ النزاع تجاوز الخلافات الانتخابية، ليدخل طوراً أمنياً يعكس صراعا داخل مؤسسات القوى نفسها.

وبعد ساعات قليلة، ظهر ضباط بزيّهم العسكري على شاشة التلفزيون الرسمي ليعلنوا “استلام السلطة” وتعليق العملية الانتخابية، مع فرض حظر تجول وإغلاق الحدود.

الرجل الذي كان قبل يوم واحد رئيساً على وشك التجديد لنفسه، بات الآن طرفاً معلَّق المصير في مشهد مضطرب. ومع ذلك، ظل قادراً على استخدام هاتفه للتواصل مع الخارج، وهي إشارة مبكرة إلى أنّ الانقلاب، رغم اكتماله من حيث السيطرة الميدانية، لم يكن محكم البناء من حيث هندسة القوة الداخلية.

وكان ذلك الإعلان هو اللحظة التي تحولت فيها غينيا بيساو من أزمة انتخابية إلى أزمة سلطة؛ إذْ لم يعد السؤال مرتبطاً بمن حصل على الأصوات بقدر بمن يملك القرار داخل الدولة؛ هل الجيش الذي أعلن نفسه وصيًّا على “استعادة النظام”، أم الطبقة السياسية التي انهارت قدرتها على إدارة انتقال ديمقراطي سلس؟

ومع حلول يوم 27 نوفمبر، مضت القيادة العسكرية خطوة أبعد حين أعلنت تعيين الفريق هورتا إنتا-أ نا مان (Horta N’Ta-A Na Man) رئيساً للمرحلة الانتقالية لمدة عام، في مؤشر على انتقال الانقلاب من حالة فوضى ميدانية إلى بنية سلطوية أكثر تماسكًا، يقودها جناح محدد داخل المؤسسة العسكرية.

وبهذه الصورة، دخلتْ غينيا بيساو مرحلة جديدة، تتداخل فيها الضبابية الأمنية مع اضطراب الشرعية، وترتسم فيها ملامح فصل آخر من تاريخ دولة هشّة اعتادت أن تتغير معادلاتها بين ليلة وضحاها.

معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو: جذور الأزمة وإرث الانقلابات

تبدو الأزمة التي انفجرتْ في 26 نوفمبر 2025م امتدادا لمسار طويل تراكمت خلاله اختلالات الشرعية، وتقاطعت فيه التوترات السياسية مع تاريخ بالغ الاضطراب من تدخلات الجيش في الحكم.

فليست الأزمة وليدة لحظة انتخابية محددة؛ بل هي حصيلة بنية سياسية هشّة، ظلّت عاجزة عن إنتاج انتقالٍ مستقر للسلطة، في ظل إرث انقلابي رسّخ دور المؤسسة العسكرية كحَكَم فوق الدستور حين تتصاعد الخلافات. فمن هذه الزاوية، يصبح فهم جذور الأزمة وإرث الانقلابات مدخلاً أساسياً لقراءة ما جرى في غينيا بيساو.

أ) جذور الأزمات السياسية

شهدت السنوات الأخيرة تشكّل أزمة دستورية عميقة حول موعد نهاية ولاية الرئيس عمر سيسوكو إمبالو. ففي الوقت الذي أصرّ فيه الرئيس على أنّ ولايته تمتد حتى سبتمبر 2025م، أكدت المعارضة المدعومة بحكم المحكمة العليا على أنها تنتهي في فبراير من العام ذاته.

قد كشف هذا التباين الظاهري في تفسير النص الدستوري عنْ أزمة دستورية واضحة؛ حيث غياب التوافق على قواعد اللعبة السياسية، وتراجع قدرة المؤسسات على الفصل بين المتنافسين.

ومع تسارع الخلافات، دخلت البلاد في مرحلة إعادة هندسة سياسية واضحة. فقد أقدم إمبالو على إقالة رئيس الوزراء “روي دوارتي دي باروس”، وعيّن “براميا كامارا” في خطوة فُسّرت باعتبارها محاولة لتهيئة المشهد الانتخابي بما يخدم بقاءه. وفي الوقت ذاته، شكّل تحالفاً سياسيًّا واسعاً يضم 16 حزباً تحت مظلة “المنصة الجمهورية نو كومبو غيين”، في محاولة لإعادة بناء شرعية موازية للشرعية الدستورية المتنازع عليها.

وصاحَب ذلك مناخ ضاغط على الحريات، تمثل في تقييد عمل وسائل إعلام محلية ودولية، واعتقالات طالت صحفيين، وانتقادات من أطراف إقليمية مثل الإيكواس، التي فشلت وساطتها في مارس 2025م بعد تهديد الرئيس بطرد البعثة.

ومع استبعاد تحالف (Terra Ranka – PAI) ومرشحه دومينغوس سيمويس بيريرا من السباق، بدا أنّ العملية الانتخابية فقدت صفتها التنافسية، وتحوّلت إلى ساحة لصراع على الشرعية أكثر منها وسيلة لحسم الخلاف عبر صناديق الاقتراع.

ب) الإرث الانقلابي وهشاشة الدولة

لم تكن الأزمة السياسية وحدها كافية لإشعال انفجار 26 نوفمبر؛ بل وجد الصراع بيئة خصبة في إرث انقلابي ثقيل طبع الدولة منذ استقلالها عام 1974م.

فقد شهدت غينيا بيساو أربع انقلابات ناجحة، وأكثر من عشر محاولات فاشلة، ما جعل الجيش طرفًا دائمًا في تحديد مآلات الحكم. فرسّخ هذا التاريخ قناعة ضمنية بأنّ حسم الأزمات الكبرى قد يتم بالقوة حين تفشل السياسة، وهو ما أضعف المؤسسات المدنية، وأجهض بناء الثقة في آليات التداول السلمي.

وتجلّت هشاشة الدولة في بنية مؤسسية شديدة الضعف؛ برلمان متنازعَ على شرعيته، حكومات لا تستمر لأشهر، وأجهزة أمنية تتنافس أكثر مما تتكامل. كما شهدت البلاد في عامي 2022 و2023 مواجهات داخل وحدات الأمن والحرس الوطني، ما كشف عن انقسام كبير داخل المؤسسة العسكرية نفسها. ومع اقتراب انتخابات 2025م، أصبح الجيش، بأجنحته المتصارعة، فاعلاً غير قابل للتوقع، يتحرك عند كل فراغ سياسي لإعادة ضبط التوازنات.

هذا الإرث الانقلابي لا يفسر سهولة انزلاق البلاد نحو انقلاب جديد فقط؛ بل يوضح الطابع غير التقليدي لانقلاب 26 نوفمبر تحديدًا.

فتمكُّن الرئيس المخلوع من التواصل مع الخارج واستخدام هاتفه لساعات بعد سيطرة الجيش، يشير إلى انعدام مركزية القرار داخل المؤسسة العسكرية، وإلى أنّ الانقلاب لم يكن فعلاً موحداً بقدر ما كان نتيجة صراع داخلي بين مراكز قوة مختلفة.

بهذه الصورة، تتقاطع جذور الأزمة السياسية مع إرث انقلابات لم يُحسم؛ لتنتج لحظة انفجار كانت متوقعة في بلد لم ينجح قط في تثبيت قواعد انتقال السلطة منذ نصف قرن (50 عاما).

الفاعلون الرئيسيون في انقلاب 26 فبراير 2025

في صميم هذا التحول المفاجئ تقف مجموعة من الفاعلين الذين تتشابك أدوارهم في صناعة لحظة الانقلاب، بعضهم في مركز منظومة السلطة، وبعضهم على هامشها، وبعضهم خارج الحدود؛ لكنه يؤثر في مسارها بصورة غير مباشرة.

في مركز الصورة يأتي الرئيس المخلوع عمر سيسوكو إمبالو، الذي دخل الانتخابات وهو محاط بجدل طويل حول نهاية ولايته، وبإرث من الصدامات مع البرلمان والمعارضة وحلِّ المؤسسات. خلال الساعات الأولى من 26 نوفمبر، قدّم نفسه لوسائل إعلام فرنسية ودولية بصفته رئيساً مُعتقَلاً في مكتبه إثر “انقلاب عسكري” قاده رئيس الأركان، ثم نُقل لاحقاً إلى منشأة عسكرية، وفق ما أوردته وكالات الأنباء الدولية.

لكن استمرار قدرته على استخدام الهاتف والتواصل مع الخارج أعطى انطباعاً بأنّ جزءاً من الأجهزة الأمنية لم يكن منخرطاً بالكامل في العملية، أو لم يَحسم موقفه بشكل نهائي، وهو ما يعكس تداخلاً بين موقع الرئاسة وشبكات النفوذ داخل المؤسسة العسكرية نفسها.[1]

اتهمت جبهة شعبية مدنية تُعرَف بـ “الجبهة الشعبية (Popular Front)” الرئيسَ والجيشَ معاً بتدبير انقلاب مُصطنَع؛ لتعطيل نتائج الانتخابات والبقاء في السلطة، في تعبير واضح عن أزمة ثقة عميقة في كلٍّ من النخبة المدنية والعسكرية على حدٍّ سواء.

وفي الجهة المقابلة يقف المرشَّح المنافس فرناندو دياس، المدعوم من الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر (PAIGC) ودوائر معارضة واسعة، ومعه شخصيات محورية، مثل: دومينغوس سيمويس بيريرا (Domingos Simões Pereira) الذي قاد تحالف Terra Ranka – PAI في الاستحقاقات السابقة.

هذا المعسكر، لم يكتفِ بالتشكيك في نزاهة المسار الانتخابي فقط؛ بل ذهب بعد الانقلاب إلى اتهام إمبالو بمحاولة “صناعة انقلاب” نفسه أو استثماره لتأجيل إعلان النتائج، بعد تسرب انطباع داخلي وخارجي بأنه خسر الجولة الأولى. هنا يظهر الفاعل المعارض ليس كضحية لإقصاء انتخابي فقط؛ ولكنْ كطرف يحاول إعادة تعريف ما جرى، هل هو انقلاب حقيقي أطاح برئيس متسلّط، أم عملية هجينة شارك فيها جزء من النظام نفسه لتفادي اعترافٍ بهزيمة انتخابية؟[2]

إلى جانب هذين القطبين، برز الجيش بوصفه الفاعل الأكثر حسماً في لحظة التحول، وصاب النصيب الأكبر. فالضباط الذين ظهروا على التلفزيون الحكومي أعلنوا تشكيل القيادة العسكرية العليا لاستعادة النظام والأمن العام، وتحدّث باسمهم العميد دينيس إنكانها (Dinis Incanha)، الذي كان يشغل موقعاً حساساً في المكتب العسكري للرئاسة قبل أنْ يتحول إلى واجهة الانقلاب.

وتزامن ذلك مع اعتقال رئيس الأركان الجنرال بياغي نا نطان (Biagué Na Ntan) ونائبه الجنرال مامادو تورّي ووزير الداخلية بوتشي كاندي، ما يعني أنّ الانقلاب لم يأتِ من المؤسسة العسكرية ككتلة واحدة؛ بل من جناح داخلها أطاح بجناح آخر كان أقرب إلى الرئيس أو جزء من دوائره.

وجاء إعلان القيادة العسكرية العليا، في اليوم التالي (27 نوفمبر 2025م)، بتنصيب الفريق هورتا إنتا-أ نا مان (Horta N’Ta-A Na Man) رئيساً للمرحلة الانتقالية لمدة عام ليُظهر بوضوح الجناح المنتصر داخل المؤسسة العسكرية. فهذا التعيين لم يكن مجرد إجراء تنظيمي، بل إشارة إلى إعادة تركيب هرم القوة داخل الجيش، وتثبيت قيادة جديدة تسعى إلى منح الانقلاب بنية حكم انتقالية، وتحويل السيطرة الميدانية إلى سلطة سياسية معلنة.

هذا النمط من انقلاب داخل النظام، لا يعيد ترتيب هرم السلطة فقط؛ بل يزيد أيضاً هشاشة الدولة حين تتحول مواقع الأمن العليا إلى ساحة تصفية حسابات متبادلة.[3]

غير أنّ المشهد لا يكتمل من دون الفاعلين المجتمعيين والإقليميين. فداخل البلد، اتهمت جبهة شعبية مدنية تُعرَف بـ “الجبهة الشعبية (Popular Front)” الرئيسَ والجيشَ معاً بتدبير انقلاب مُصطنَع؛ لتعطيل نتائج الانتخابات والبقاء في السلطة، في تعبير واضح عن أزمة ثقة عميقة في كلٍّ من النخبة المدنية والعسكرية على حدٍّ سواء.

أمّا على المستوى الإقليمي والدولي، فتحركت بعثات المراقبة التابعة للإيكواس والاتحاد الإفريقي، ومعها شخصيات بارزة مثل غودلاك جوناثان، وفيليبي نيوسي، للتنديد بالاستيلاء غير الدستوري على السلطة، والدعوة إلى استكمال العملية الانتخابية والعودة إلى النظام الدستوري.

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام سيادة القانون، في حين أصدرت البرتغال، بوصفها القوة الاستعمارية السابقة وصاحبة نفوذ تاريخي في البلاد، بياناً حثت فيه على وقف العنف واستئناف فرز الأصوات.

في واقع الأمر، لا تغيّر هذه المواقف موازين القوة على الأرض فوراً؛ لكنها تضع الانقلاب في مواجهة معايير دولية وإقليمية تجعل هامش المناورة أضيق، وتربط مستقبل السلطة في بيساو بقدرة الفاعلين المحليين على إنتاج تسوية لا تُقصي المجتمع الدولي ولا تُغرق البلد في عزلة إضافية إن حسن استثمارها.[4]

وفي المحصلة، تتداخل في انقلاب 26 نوفمبر ثلاثة مستويات من الفاعلين، هي: رئاسة محاطة بشبكات نفوذ متهمة بتليين قواعد اللعبة لصالحها، ومعارضة ترى في الانقلاب استكمالاً لمسار إقصائها من السياسة، ومؤسسة عسكرية منقسمة تحاول إعادة رسم خريطة السلطة، فوقها جميعًا سقف من الضغط الإقليمي والدولي يقبل هامشًا من الأمر الواقع لكنه لا يمنحه شرعية مجانية.

هذا التداخل، هو ما يجعل الانقلاب الحالي ليس مجرد استبدال رئيس بآخر؛ بل إعادة توزيع واسعة لمراكز القوة داخل دولة هشّة أصلًا.

الاقتصاد السياسي للأزمة

يشكّل الاقتصاد أحد العناصر المركزية لفهم المشهد السياسي في غينيا بيساو، إذْ تتقاطع الأزمة الحالية مع بنية اقتصادية هشة تعاني منذ عقود من اختلالات جوهرية. ويعود ذلك إلى محدودية الاقتصاد الرسمي من جهة، وإلى توسع اقتصاد الظل من جهة أخرى، بما في ذلك شبكات التهريب والمخدرات التي اكتسبت نفوذًا متعدد المستويات داخل أجهزة الدولة.

ويعتمد الاقتصاد الرسمي للبلاد على قطاع زراعي محدود، أبرزُه محصول الكاجو الذي يشكّل العمود الفقري للصادرات. ومع ضعف البنية الإنتاجية، وغياب تنوع اقتصادي حقيقي، تعاني المالية العامة من عجز مزمن وارتباط كبير بالمساعدات الدولية، خاصة من الاتحاد الأوروبي والهيئات متعددة الأطراف. يجعل هذا الضعفُ الدولةَ عاجزة عن بناء مؤسسات قادرة على إدارة المنافسة السياسية أو ضبط مسارات السلطة.

وفي المقابل، توسّع اقتصاد الظلّ ليصبح هو الإطار الأكثر تأثيرًا في العلاقات بين النخب السياسية والعسكرية. ويقصد باقتصاد الظل مجموع الأنشطة الاقتصادية التي تجري خارج الرقابة الرسمية للدولة، ولا تُسجَّل في النظام الضريبي أو القانوني، رغم أنها تشكّل جزءًا مؤثرًا من الحركة الاقتصادية الفعلية.

 فمنذ مطلع الألفية، تحولتْ سواحل البلاد إلى ممر أساسي لشبكات تهريب الكوكايين القادمة من أميركا اللاتينية إلى أوروبا. فرسّخ هذا النشاط غير المشروع ارتباطات معقدة بين ضباط في المؤسسة العسكرية ومسؤولين مدنيين، إذْ يتحكم بعضهم في نقاط العبور والمرافئ المعزولة والجزر الصغيرة المنتشرة على الساحل، ما أتاح لهم موارد مالية تفوق ميزانية الدولة نفسها في بعض الأعوام بحسب تقديرات أممية.

إنّ وجود هذا الاقتصاد الموازي، أعاد تشكيل معنى السلطة في غينيا بيساو، فالموقع السياسي لم يعد يعكس القدرة على إدارة شؤون الدولة فقط؛ بل أصبح مدخلاً للوصول إلى شبكات الريع غير الرسمي. كما نشأتْ في محيط هذا النشاط مجموعات نافذة في الأمن والجمارك، جعلت السيطرة على هذه المؤسسات محورًا أساسيًّا في الصراع السياسي، خصوصا خلال فترات الانتخابات أو التغييرات الحكومية.

ومع اقتراب استحقاق انتخابات نوفمبر، كانت البلاد تشهد مؤشرات واضحة على توتر داخل أجهزة الدولة حول مواقع النفوذ في الحرس الرئاسي وقيادة الجيش والجمارك. واتُهمتْ أطراف قريبة من السلطة بمحاولة إعادة تشكيل هذه الأجهزة لضمان ولاء أطراف محددة، في حين رأت مجموعات أخرى في هذه الخطوات تهديدًا مباشرًا لمصالح اقتصادية مترسخة.

وعندما انفجرت الأزمة، ظهر ذلك الانقسام بوضوح، مما يشير إلى وجود صراع بين شبكات نفوذ داخل الدولة أكثر من كونه صراعًا تقليديًا بين سلطة مدنية وجيش موحّد.

فضلا عن ذلك، تقع غينيا بيساو ضمن شبكة إقليمية واسعة للتهريب، تمتد من دول الساحل جنوباً إلى غينيا وسيراليون غرباً. حيث تعمل هذه الشبكات باستمرار على استغلال ضعف الرقابة الحدودية، وتستفيد من درجة عالية من التداخل بين الفاعلين المحليين والمهربين الإقليميين.

فوجود هذا الامتداد الإقليمي يزيد من حساسية المشهد الداخلي، لأنّ أيّ تغيير سياسي مفاجئ قد يؤثر في توازنات غير رسمية تتجاوز حدود البلاد.

وفي ضوء هذه المعطيات، تَظهر الأزمة الراهنة بوصفها امتدادًا لبنية اقتصادية هشة، تتداخل فيها مصالح رسمية وغير رسمية. ومع استمرار قوة اقتصاد الظل مقارنة بالاقتصاد الرسمي، يصعب تثبيت قواعد انتقال سياسي سلمي، لأنّ الخسارة في الانتخابات أو في موازين السلطة لا تعني خسارة موقع سياسي فحسب؛ بل فقدان موارد مالية واسعة، ونفوذ شبه مستقل داخل مؤسسات الدولة. وهذا ما يجعل كل أزمة سياسية في غينيا بيساو قابلة للتحول إلى مواجهة مفتوحة، وكل انتقال للسلطة عملية محفوفة بالمخاطر.

السيناريوهات المحتملة للمسار السياسي

تُظهر المعطيات المتوفرة أنّ مسار الأزمة في غينيا بيساو يتجه نحو ثلاثة سيناريوهات رئيسة، ويختلف ترجيح كل منها وفق توازن القوى داخل المؤسسة العسكرية، ومستوى الانقسام السياسي، وحجم الضغوط الخارجية، خاصة من منظمة إيكواس والاتحاد الأوروبي والبرتغال.

ويكتسب تحليل السيناريوهات أهمية إضافية بعد إعلان القيادة العسكرية تعيين الفريق هورتا إنتا-أ نا مان (Horta N’Ta-A Na Man) رئيسا للمرحلة الانتقالية، مما يوحي برغبة واضحة في تحويل السيطرة العسكرية إلى سلطة منظمة، وهو ما يرفع احتمال ترسيخ الحكم العسكري وتراجع فرص العودة السريعة إلى المسار الدستوري. فيما يلي، أبرز السيناريوهات المحتملة:

سيناريو تثبيت أمر الواقع (العسكري)

يمثل هذا السيناريو المسار الأكثر مباشرة إذا تمكنت القيادة العسكرية من الحفاظ على تماسكها الداخلي، وضبطت مواقع القوة في أجهزة الأمن والحدود، ونجحت في تقديم خطاب يربط وجودها بـ “استعادة النظام”. ويزداد هذا الاحتمال إذا استمرت الانقسامات السياسية، ولم تنجح المعارضة في تشكيل موقف موحد.

كما يمكن أنْ تستفيد بعض الأجنحة داخل الجيش من استمرار المرحلة الانتقالية لإعادة ترتيب شبكات المصالح المرتبطة باقتصاد الظل وملفات التهريب، ما يجعل الخروج السريع من السلطة خيارًا غير مفضل بالنسبة لها.

سيناريو انتقال تفاوضي بضغط إقليمي ودولي

يرجح هذا المسار إذا نجحت الإيكواس والاتحاد الإفريقي والبرتغال، مدعومين من الاتحاد الأوروبي، في خلق كتلة ضغط موحدة تُجبر الجيش على القبول بخارطة طريق انتقالية قصيرة. ويستند هذا السيناريو إلى حساسية غينيا بيساو في مسارات الهجرة غير النظامية والتهريب، ما يجعل الاستقرار السياسي أولوية أمنية أوروبية.

وقد يتضمن هذا الاتجاه تشكيل حكومة انتقالية مدنية أو مجلس مختلط يشرف على العملية الانتخابية. الشرط المهم لنجاح هذا السيناريو هو وجود تماسك معقول داخل الجيش يسمح له بالتفاوض، وقدرة المعارضة على تجاوز منافساتها الداخلية.

سيناريو جمود مضطرب طويل الأمد

هذا هو السيناريو الأكثر تكلفة على المدى المتوسط، لكنه شائع في الدول ذات البنية المؤسسية الضعيفة. وقد يتحقق إذا فشل العسكريون في فرض سلطة مكتملة، ولم تتمكن المعارضة من صياغة بديل موحّد، وافتقدت الإيكواس والأطراف الدولية أدوات ضغط فعّالة.

في هذا الوضع، تُدار البلاد عبر قرارات قصيرة المدى وتفاهمات غير رسمية، وتستمر مستويات التوتر السياسي مع مخاطر عودة المواجهات المسلحة أو موجات جديدة من التدخلات غير الدستورية. ويُعد هذا المسار الأكثر انسجامًا مع تاريخ البلاد في تعدد مراكز القوة وارتباطات بعض الضباط بشبكات الظل.

العوامل الضرورية لترجيح أيّ سيناريو

  • تماسك القيادة العسكرية: أيّ انقسام داخلي سيعجّل بالمسار التفاوضي أو يعمّق الجمود.
  • وحدة المعارضة السياسية: قدرة المعارضة على التحدث بصوت واحد عنصر مرجّح للتسوية.
  • مستوى التورط في اقتصاد الظل: كلما ارتبطت مصالح بعض الأجنحة بتهريب المخدرات والأنشطة غير الرسمية، زادت احتمالات إطالة المرحلة العسكرية.
  • قوة موقف الإيكواس: التجارب الأخيرة في غرب إفريقيا تُظهر تفاوتًا كبيرًا في قوة التدخل الإقليمي.
  • حسابات الفاعلين الأوروبيين، خاصة البرتغال: لأن غينيا بيساو تقع على خطوط حساسة للهجرة والكوكايين، ما يجعل استقرارها أولوية أمنية مباشرة.

في نهاية المطاف، لا يتحدد مستقبل غينيا بيساو ببيان الانقلاب وحده؛ ولكنْ بقدرة الفاعلين المحليين والإقليميين على الوصول إلى صيغة تُعيد بناء الثقة وتضع إطارًا عمليًا لانتقال السلطة، وهي المعضلة المركزية التي لم تتجاوزها الدولة منذ استقلالها.

خاتمة

تُظهر أحداث 26 نوفمبر في غينيا بيساو أنها ليست مجرد حلقة جديدة في سجل بلدٍ اعتاد الاضطراب؛ ولكن انعكاس مباشر للمأزق البنيوي الذي يطبع المسار السياسي منذ عقود. فالأزمة التي انطلقت شرارتها من توتر انتخابي لم تكن نتاج خلل في الفرز أو تنازع لحظي حول الأرقام، بقدر ما كانت تعبيرًا عن عمق معضلة انتقال السلطة في دولة لم تنجح مؤسساتها بعد في تأسيس قواعد ثابتة للشرعية أو في ضبط توازنها مع مؤسسة عسكرية مثقلة بالإرث السياسي.

وفي خلفية المشهد، يواصل اقتصاد الظل، بشبكاته الممتدة في التهريب والمخدرات والموارد البحرية، إعادة تشكيل موازين القوة داخل الدولة بطرق لا تخضع دائما للحسابات الدستورية.

ولعل الأهم هو أنّ ما كشفته الأزمة الأخيرة يتجاوز المشهد العسكري والسياسي المباشر؛ ليعيد طرح الأسئلة الجوهرية حول معنى الدولة في سياق هشّ، من يدير عملية الانتقال؟ ومن يمتلك سلطة تعريف الشرعية؟ وكيف يمكن لبلد صغير، تتنازع مؤسساته روايات متضاربة، وتخترقه شبكات مصالح عابرة للحدود، أنْ يبني مساراً ديمقراطيًّا قابلًا للثبات؟

إن هذا الانفصال بين الإجراءات الدستورية والواقع الفعلي للقوة جعل الانتقال السياسي في غينيا بيساو عملية محفوفة بالمخاطر، وقابلة للانقطاع عند كل منعطف انتخابي.

ومستقبل البلاد اليوم، يتراوح بين قدرة المجتمع الدولي، وخاصة الإيكواس والاتحاد الأوروبي، على فرض مسار تفاوضي يعيد ترتيب العملية الانتخابية، وبين استعداد الفاعلين المحليين لتجاوز منطق الهيمنة وإعادة تعريف أدوار المؤسسة العسكرية بعيدًا عن الحسابات التي أنتجها اقتصاد الظل.

فكل مسار من المسارات المحتملة مرهون بتوازنات دقيقة؛ مثل تماسك القيادة العسكرية، وحدة المعارضة، وضغط القوى الخارجية التي تخشى من تداعيات الانهيار على الهجرة والتهريب والأمن الإقليمي.

وفي المجمل، يبقى انقلاب 26 نوفمبر تذكيرًا بأن الديمقراطية في غرب إفريقيا ليست مجرد سباق انتخابي؛ بل معادلة معقدة تتداخل فيها الشرعية والسلطة والاقتصاد غير الرسمي في شبكة واحدة.

وأنّ بناء الاستقرار في غينيا بيساو لن يتحقق بمجرّد إعلان نتائج أو تغيير وجوه؛ بل بتأسيس مؤسسات قادرة على احتكار العنف المشروع، وضبط انتقال السلطة، وتحقيق ثقة عامة طال غيابها وسط دورة ممتدة من الانقلابات.

______________
مصادر

[1] https://apnews.com/article/guinea-bissau-presidential-palace-unrest-election-2a1371eb1ceb25596b99c4cc4062bc95

[2] https://en.wikipedia.org/wiki/2025_Guinea-Bissau_coup_d%27%C3%A9tat?utm_source=chatgpt.com

[3] https://pt.wikipedia.org/wiki/Golpe_de_Estado_na_Guin%C3%A9-Bissau_em_2025?utm_source=chatgpt.com

[4] https://www.reuters.com/world/africa/portugal-calls-end-violence-bissau-vote-counting-resuming-2025-11-26/?utm_source=chatgpt.com

Print Friendly, PDF & Email

كاتب

  • محمد زكريا فضل
    محمد زكريا فضل

شارك هذا الموضوع:

  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X

مرتبط


اكتشاف المزيد من أفريكا تريند

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

محمد زكريا فضل

محمد زكريا فضل

منشورات ذات صلة

الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تتعامل دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟ مصدر الصورة: أفريكا تريندز
تقدير موقف

الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تعاملت دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟

إعداد فريق أفريكا تريندز
1 ديسمبر، 2025
غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو
تقدير موقف

غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

إعداد فريق أفريكا تريندز
29 نوفمبر، 2025
ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة
تقدير موقف

ترامب يعيد سياسة حظر السفر: سبع دول إفريقية ضمن القائمة

إعداد فريق أفريكا تريندز
5 يونيو، 2025
مالي بين الإسلام والموروث الشعبي دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي
تقدير موقف

مالي بين الإسلام والموروث الشعبي: دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

إعداد أحمد حيدرا
13 مايو، 2025
لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج

أحدث المنشورات

ترحيل المهاجرين في موريتانيا: كيف تحوّل اتفاق الهجرة مع أوروبا إلى كابوس للأفارقة جنوب الصحراء؟

ترحيل المهاجرين في موريتانيا: كيف تحوّل اتفاق الهجرة مع أوروبا إلى كابوس للأفارقة جنوب الصحراء؟

4 ديسمبر، 2025
الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تتعامل دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟ مصدر الصورة: أفريكا تريندز

الأزمة السياسية في السنغال وتوازنات الأمن القومي: كيف تعاملت دكار مع انقلاب غينيا بيساو؟

1 ديسمبر، 2025
غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

غينيا كوناكري وإعادة تشكيل الأمن الوطني: قراءة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتقاطعاته مع انقلاب غينيا بيساو

29 نوفمبر، 2025
معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

معضلة انتقال السلطة في غينيا بيساو وانهيار المسار الديمقراطي: قراءة في انقلاب 26 نوفمبر 2025

27 نوفمبر، 2025
زيارة ماكرون للغابون: نفوذ فرنسي يتجدّد ودولة ما تزال رهينة معادلات ما بعد الاستعمار

زيارة ماكرون للغابون: نفوذ فرنسي يتجدّد ودولة ما تزال رهينة معادلات ما بعد الاستعمار

24 نوفمبر، 2025

قناتنا على إنستاغرام

تابعنا على إنستاغرام

  • #مرآة_إفريقيا : بوركينا فاسو تعيد عقوبة الإعدام في مشروع قانون حكومي جديد 

اعتمد مجلس وزراء بوركينا فاسو مشروع قانون لإعادة العمل بعقوبة الإعدام، ويستهدف هذا القانون جرائم مثل الخيانة والإرهاب والتجسس، وفق ما أعلنت السلطات. 

وقال وزير العدل إداسو رودريغ بايالا في منشور على فيسبوك إن "اعتماد هذا المشروع يأتي ضمن إصلاحات تهدف إلى تحقيق عدالة تستجيب لتطلعات شعبنا العميقة". 

وكانت عقوبة الإعدام قد أُلغيت في البلاد عام 2018، لكن المشروع الجديد يحتاج إلى موافقة البرلمان ومراجعة المحاكم قبل أن يصبح قانوناً نافذاً. 

منذ استيلاء الجيش على السلطة في انقلاب عام 2022، أطلق قادة البلاد العسكريون سلسلة من الإصلاحات شملت تأجيل الانتخابات وحل اللجنة المستقلة للانتخابات. كما شددت السلطات قبضتها على وسائل الإعلام، حيث أوقفت بث إذاعة الـ BBC و"صوت أمريكا" بسبب تغطيتهما لمجزرة ارتكبها الجيش، واعتقلت ثلاثة صحفيين بارزين مطلع هذا العام. 

وتُعد بوركينا فاسو واحدة من عدة دول في غرب إفريقيا شهدت انقلابات عسكرية في السنوات الأخيرة، مستفيدة من حالة السخط الشعبي تجاه الحكومات المنتخبة ديمقراطياً بسبب الأوضاع الأمنية. وقد وُجهت للحكومة العسكرية اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان واعتقال صحفيين معارضين. 

ويعيش نحو 23 مليون نسمة في هذه الدولة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، والتي تعاني من أزمة أمنية متفاقمة في منطقة الساحل، حيث تنشط جماعات متطرفة مرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. 
 
#بوركينا_فاسو #عقوبة_الإعدام #غرب_إفريقيا #الأمن #حقوق_الإنسان #الإرهاب #العدل #أفريكا_تريندز
  • ترحيل المهاجرين في موريتانيا: كيف تحوّل اتفاق الهجرة مع أوروبا إلى كابوس للأفارقة جنوب الصحراء؟

في الشهور الأخيرة، تصاعدت في موريتانيا حملة أمنية واسعة أعادت ملف الهجرة إلى واجهة النقاش القاريّ؛ فخلال النصف الأول من عام 2025 فقط، سجّلت السلطات أكثر من 28 ألف عملية ترحيل لمهاجرين ينحدر معظمهم من غرب ووسط القارة، وهو رقم يعكس حجم التحول في سياسة نواكشوط تجاه واحدة من أعقد قضايا المنطقة. لم تأتِ هذه الحملة من فراغ؛ بل تزامنت مع اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لدعم مكافحة الهجرة غير الشرعية ومراقبة الحدود، في وقت تشير فيه البيانات إلى أن أكثر من 46 ألف مهاجر وصلوا إلى جزر الكناري عام 2024 عبر المسار الأطلنطي المنطلق من السواحل الموريتانية....

https://ar.afrikatrends.com/deportation-of-migrants-in-mauritania/?utm_source=instagram-business&utm_medium=jetpack_social
  • #مرآة_الساحل: مالي تستعيد 1.2 مليار دولار متأخرات من شركات تعدين تحت قانون جديد

أعلنت حكومة مالي أنها نجحت في استرجاع نحو 761 مليار فرنك سيفا (≈ 1.2 مليار دولار) كانت مدينة للدولة من شركات التعدين، عقب إجراء تدقيق شامل لقطاع المناجم. 

وجاء هذا الإجراء بعد أنْ أظهر التدقيق فجوات كبيرة في دفوعات الرسوم والإتاوات، ما أذّى إلى اعتماد قانون المناجم 2023 — الذي رفع الإتاوات،و وسّع حصة الدولة في العقود، وألغى بنود “الاستقرار” التي كانت تعطّل مراجعة الشروط المالية. 

كما شمل تسوية نزاع طويل مع شركة Barrick Mining، أكبر منتج للذهب في مالي، تمخّض عن دفع تعويضات وتسوية متأخرات قبل انتقال الشركة إلى الإطار القانوني الجديد.

🟩 دلالات الحدث الجيو-اقتصادية

وتبرز أهمية هذا التطور في بعدين مرتبطين بواقع مالي وجيواقتصادي، وهما:

🔹تعزيز السيادة على الموارد الطبيعية: بإعادة هيكلة العقود الضخمة مع شركات التعدين ومن خلال القانون الجديد، تستعيد مالي جزءًا من حصتها القانونية في الثروات المعدنية، ما يقلل من الاعتماد على الاستثمارات الأجنبية غير المنسجمة مع مصلحة الدولة.

🔹دعم الميزانية العامة وتمويل التنمية: استرداد 1.2 مليار دولار يعزز المالية العامة ويمنح الدولة موارد إضافية قد تُستخدم لتمويل خدمات عامة أو مشروعات تنمية، في بلد يعتمد بشكل كبير على عائدات التعدين والصادرات المعدنية.

🔹تحفيز بيئة استثمارية أكثر شفافية ومساءلة: من خلال إعادة التأطير القانوني وتنظيف القطاع من المتراكمات غير الشرعية، يمكن أن يتحول التعدين إلى مصدر دخل مستدام بشروط واضحة، ممهدًا لاستثمارات جديدة أو شراكات محورها الاستقرار المالي والالتزام بالعقود.

🔹إشارة إلى تحولات تنظيمية في أفريقيا – "نهج موارد سيادية": الخطوة تعكس توجها متناميًا في دول منتجة للمعادن نحو استغلال الموارد الوطنية لصالح الدولة، ما قد يؤثر على خارطة الاستثمار والتعاون مع عمالقة التعدين، ويعيد صياغة علاقات الدولة–القطاع الخاص.

🟩 مستوى الحساسية والسياق

هذا الإجراء، يتمتع  بحساسية متوسطة إلى مرتفعة نسبيا، فهو يمسّ قطاعًا حيويّاً للاقتصاد والميزانية، ويتطلب توازنًا دقيقًا بين جذب الاستثمار والحفاظ على مصالح الدولة. 

كما أنه يعكس توجّها في دولة مالي نحو استعادة السيطرة على الموارد في سياق تضاؤل الثقة بالأنظمة القديمة والعقود السابقة التي اتُّهمت بالإهمال أو التهرب الضريبي.

______________
#AfricaTrends #EconomicUpdate #Mali #MiningReform #ResourceSovereignty #GoldSector #RevenueRecovery
  • #مرآة_إفريقيا: #الغابون: وضع وزير السياحة قيد الإقامة الجبرية بتهمة اختلاس 18 مليون دولار

ألقت السلطات في غابون القبض على وزير السياحة، Pascal Ogowé Siffon، أثناء محاولته مغادرة العاصمة ليبرفيل. واشتُبه بأن الوزير اختلس ما يقارب 18 مليون دولار من أموال مخصصة لتطوير قطاع السياحة خلال العامين الماضيين. 

وشمل الاختلاس مخصصات حكومية، وأرباح فنادق مملوكة للدولة، واستثمارات قُدمت عبر آليات مرتبطة بقطاع النفط والغاز. وبعد توقيفه على الطريق الوطني، وُضع تحت الإقامة الجبرية بانتظار التحقيق في تفاصيل الاتهام.

🟩 الأهمية والدلالة

وقد تكمن أهمية هذا الحادث في:
🔹كونه أكبر فضيحة مالية في قطاع حكومي حساس منذ تغييرات 2023، ما قد يعيد فتح ملف الفساد والاستثمارات العامة في غابون.
🔹هشاشة الرقابة على الأموال المخصصة للتنمية والقطاعات الحيوية مثل السياحة، ما يعرض مصداقية الإصلاحات الحكومية لانتقادات داخلية وخارجية.
🔹احتمال أن تؤدي التحقيقات إلى تغييرات سياسية أو إدارية واسعة، خصوصًا إذا اتسع التحقيق ليشمل مسؤولين أو فروعًا أخرى مرتبطة بالوزارة.

🟩 ما ينبغي مراقبته

إشارات المتابعة التي تستوجب الانتباه في الأيام المقبلة:

▪️نتائج التحقيقات: مدى الشفافية التي ستُظهرها الحكومة في الإفصاح عن ملابسات الصرف.
▪️ردود فعل الشركاء الدوليين والمستثمرين في قطاع السياحة والغابون بشكل عام.
▪️ما إذا سيتبع التوقيف خطوات قانونية إلى محاكمات أو إعادة هيكلة في الوزارة.
▪️تأثير الحادث على ثقة الجمهور في الحكومة والمشاريع التنموية، خاصة في سياق الإصلاح الاقتصادي.

🟩 قراءة مستوى الحساسية والسياق

حساسية هذا الحدث تعتبر مرتفعة نسبيا؛ لأنه يجمع بين اتهام رسمي كبير، وأموال عامة ضخمة، ووزارة مرتبطة بالتنمية والاستثمار. ويأتي في لحظة حساسة من تاريخ غابون بعد تغييرات سياسية وانتظار لمعالجة ملفات الفساد، ما قد يفتح بابًا جديًا لإصلاحات أو صدامات داخل النظام.

هل يمكن مشاركتنا قراءة الشخصية للحدث؟
_______________

#AfricaTrends #PolicyWatch #Gabon #Corruption #TourismCrisis #PascalOgowéSiffon
  • ترامب يستهدف الجالية الصومالية في إطار حملة الهجرة: مؤشرات أولية على مسار أكثر تشددًا

قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنهاء برنامج الحماية المؤقتة (TPS) للصوماليين في ولاية مينيسوتا، مقر أكبر تجمع صومالي في الولايات المتحدة، يكشف اتجاهًا أكثر صرامة في سياسة الهجرة. الخطوة، المقترنة بخطاب سياسي يعتبر بعض الجاليات “مصدراً للمخاطر”، تشير إلى إعادة ضبط معايير الهجرة على أساس أمني صارم، لا إنساني أو اقتصادي.

في إطار الحدث، تبرز ثلاثة تساؤلات مركزية:

1. هل يُستخدم الملف الصومالي كبداية لتجريب نهج الهجرة الجديد؟

الاستهداف الموجّه لجالية محددة ومنظمة، ذات حضور سياسي واجتماعي واضح، يوحي بأن الإدارة تختبر عبرها قابليّة تنفيذ سياسات أكثر تشددًا. اختيار الصوماليين ليس اعتباطيًا؛ بل يعكس رغبة في بناء نموذج تطبيقي يمكن توسيعه لاحقًا على مجموعات أخرى.

2. ما انعكاس الخطوة على البرامج الإنسانية ومسارات الحماية؟

إنهاء الحماية المؤقتة يفتح الباب لمراجعة أوسع للبرامج الإنسانية، باعتبارها لم تعد معزولة عن الحسابات السياسية. وبما أن جزءًا كبيرًا من الجالية وصل عبر هذه المسارات، فإن القرار قد يؤثر على طبيعة اللجوء ولمّ الشمل، ويعيد تعريف شروط “الأهلية الإنسانية” مستقبلاً.

3. ما دلالة ذلك على تعامل واشنطن مع الجاليات المرتبطة بسياقات أمنية هشّة؟

وجود جالية كبيرة من بلد يعاني اضطرابات داخلية يجعل أي قرار بشأنها مرتبطًا بصورة هذا البلد في الحسابات الأمنية الأميركية. ومن ثم، قد يتحول الملف إلى جزء من توازنات سياسية بين واشنطن ودول المنشأ، خصوصًا في ما يتعلق بالترحيل والتنسيق الأمني.

خلاصة الحدث:
التحرك الأميركي تجاه الجالية الصومالية لا يبدو مجرد تغيير إداري في ملف الهجرة، بل مؤشرًا مبكرًا على نمط أكثر تشددًا في التعامل مع الجاليات القادمة من بيئات اضطراب. خطوة كهذه قد تعيد تشكيل العلاقة بين السياسة الداخلية الأميركية والجاليات المرتبطة بسياقات أمنية معقدة — مع احتمالات قائمة بأن تكون مجرد بداية لمسار أطول من إعادة توزيع الكلفة السياسية للهجرة.

خيوط كثيرة تتقاطع في هذا التطور، وما إذا كان سيظل ضمن حدود الحدث الراهن أم أنه يشكّل بداية مرحلة جديدة… سؤال سيظل مفتوحًا في الأسابيع المقبلة.

برأيك، أي اتجاه قد يطغى في المرحلة المقبلة: هل سيكون هناك تشدد أكبر في سياسات الهجرة، أم تراجع تحت ضغط المؤسسات والقضاء والولايات؟

#الهجرة #الولايات_المتحدة #الصومال #سياسات_ترامب #مينيسوتا #مهاجرون #سياسات_أميركية #أفريكا_تريندز

كن على اطّلاع مستمر بديناميات القارة الإفريقية!

انضم إلى أسرة أفريكا تريندز، وذلك بالاشتراك في نشرتنا البريدية حتى يصلك كل جديد أولاً بألولّ.

تم الاشتراك بنجاح! عفواً! حدث خطأ ما، يُرجى المحاولة مرة أخرى.

منصة تحليلية تتابع تحولات القارة من منظور داخلي وبمساهمات باحثين وكُتّاب أفارقة، لتقديم محتوى رصين وموضوعي.

  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصة
  • معايير النشر
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصة
  • معايير النشر
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصة
  • معايير النشر

© 2025 أفريكا تريندز | جميع الحقوق محفوظة

للتواصل

Welcome Back!

تسجيل الدخول باستخدام الفيسبوك
تسجيل الدخول باستخدام جوجل
تسجيل الدخول باستخدام لينكدإن
OR

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
لا توجد نتائج
عرض جميع النتائج
  • دراسات إفريقية
  • مقالات
    • تقارير
  • مرآة إفريقيا
    • مرآة البحيرات العظمى
    • مرآة الجنوب الإفريقي
    • مرآة الساحل
    • مرآة القرن الإفريقي
    • مرآة بحيرة تشاد
  • إصدارات
  • عن أفريكا تريندز
    • من نحن
    • فريق أفريكا تريندز
  • معايير النشر
  • اتصل بنا

© 2025 جميع الحقوق محفوطة | أفريكا تريندز، المنصة الإفريقية لدراسة الاتجاهات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (Cookies). من خلال مواصلة استخدامك للموقع، فإنك توافق على استخدامنا لتلك الملفات. يُرجى زيارة سياسة الخصوصية وملفات الارتباط.

اكتشاف المزيد من أفريكا تريند

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading